"البركة فيكم شارون"

بعد استشهاد السنوار مشتبكا مؤخرا، وفي صورةٍ مقابلة ومناقضة لبطولته وشجاعته، نسمع الكثير من التقارير الصحفية عن ضغط الدول الغربية والعربية (خاصة الإمارات) لتعيين محمد دحلان مسؤولا عن قطاع غزة، فيما يُسمى خُطط "اليوم التالي بعد الحرب"، ونرى ونسمع بتعجب، منذ اليوم الأول للطوفان، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحاشيته من قياديي فتح وهم يتبرأون من الطوفان، وحتى مهاجمتهم لها في ظل الإبادة التي يزرح تحتها الشعب الفلسطيني في غزة،وتسليط قوات الأمن الفلسطينية على المقاومين في الضفة الغربية في تناغم غريب مع الاحتلال. فلماذا إصرار الدول الغربية وأمريكا على محمد دحلان "حاكما" لغزة، ولماذا تكرار أبو مازن قمع المقاومة حتى في ظل الإبادة، وتحميلها المسؤولية المباشرة؟

هناك الكثير من الأسباب لذلك، وربما أغلبنا يدرك أن سلطة أوسلو الفلسطينية هي امتداد للنظام العربي الرسمي المهترئ، وهي مجرد وكيل للاحتلال ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية،والقرائن والدلائل التي تفضي لذلك عديدة ولا تحصى.

قرينة اليوم على فداحتها مضحكة حقيقةً، وشر البلية مايضحك. فقد نشر القيادي التاريخي الفتحاوي فاروق القدومي في منتصف 2009 بمؤتمر صحفي محضر لقاء أمني خلال سنوات الانتفاضة الثانية، ضمّ اللقاء كلاًّ من أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك و محمد دحلان رئيس فرع الأمن الوقائي بالسلطة الفلسطينية آنذاك وأبو مازن رئيس الوزراء آنذاك وأعضاء من المخابرات الأمريكية، يناقش اللقاء كيفية تحييد دور ياسر عرفات، واغتيال قيادات المقاومة من القسام والجهاد والجبهة الشعبية أمثال الرنتيسي و الشامي...الخ. نشرت الجزيرة البيان الصحفي للقادومي مع نص محضر اللقاء الأمني. محضر اللقاء تم تسريبه من مصادر صهيونية قبل ذلك بسنوات، ففي منتصف 2003 نقل موقع إسلام أونلاين الإخباريعن مركز "دانيال زئيف" الاستشاري هذا المحضر المسرب. وتم إعادة نشره أيضا عندما سيطرت حماس على غزة في منتصف 2007 وعثرت على المحضر في فروع الأمن التي أخلتها السلطة.

اللقاء بحد ذاته خيانة، والحوارات لايمكن وصفها إلى بالعمالة للكيان والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن عند قراءته، وفي لحظة غريبة مضحكة، يخاطب محمد دحلان شارون قائلا "البركة فيكم ياشارون".


You'll only receive email when they publish something new.

More from صلاحيات
All posts