إبادةٌ فاستجمام

نَشَرتْ وِحْدة التحقيقات بشبكة الجزيرة، قبل ثلاثة أسابيع، وثائقيا مطوَّلاً يُلخِّص جرائم الحرب التي يرتكبها جنود وضبَّاط الاحتلال الصهيوني بغزة بالإعتماد على آلاف الفيديوات والصّور التي نشرها مايَقْرُبُ من 2500 جنديٍ من غزة خلال مشاركتهم في حرب الإبادة. هاته الصور والفيديوهات، حسب خبراء قانون دولي وقوانين حقوق انسان (قوانين دُفنت في غزة كما نرى ونسمع كلّ يوم)، تُمثِّل كنزاً للمدَّعين العامين العالميين، خاصة لملاحقة الجنود مزدوجي الجنسية.

وقبل أيام أيضا، نشر موقع DropSite الصحفي الاستقصائي، سرداً مطولا لسياسة التدمير المُمنهج للبنية التحتية المدنية في غزة من منظور إحدى وحدات الهندسة بالجيش الصهيوني، وكذلك بالإعتماد على منشورات وصور جنود هاته الوِحدة. مايميّز هاته المنشورات في هذا المقال هو حياة التّرف التي يعيشها هؤلاء الجنود بعد أن يخرجوا في عطلة من حرب الإبادة، إذ يُسافرون للإستجمام والراحة والإستمتاع في البلدان الأوروبية (وبعضها العربية كما رأينا سابقا)، ليعودوا بنَفَسِ جديد بعد ذلك مُكمّلين جرائم الحرب والدمار اللذان تركوهما خلفهم في غزة. يُسافر هؤلاء الجنود آمنين، غير آبهين، بل ومُتباهين بهاته الجرائم عبر منشوراتهم (وربما بسبب هاته الجرائم هم يستطيعون السفر، ويُستقبلون بأوروبا وغيرها).

ومنذ بداية حرب الإبادة كذلك، يقوم الصحفي والناشط الفلسطيني يونس الطيراوي (أحد كاتبيْ المقال أعلاه)، بِتَتَبُّع وأرشفة ماينشره الجنود الإسرائليون على مواقع التواصل الإجتماعي، ونشره-أي يونس الطيراوي- كذلك على حسابه على تويتر. جَذَبَ عمله مؤخّرا بعض الانتباه من طرف وسائل الإعلام التقليدية في فرنسا و أوروبا عموما.

غربٌ تاريخه الإبادة، وحاضره الإبادة، وثقافته تشجيع ومكافأة الإبادة.


You'll only receive email when they publish something new.

More from صلاحيات
All posts